نفى إلوهية المسيح

أين قال يسوع أنه الله؟
لنرى بعض النصوص التى يحاولون الأستناد عليها لإثبات إلوهية يسوع ونفندها ونرد على محاولاتهم
ونقرأ من سفر الرؤيا الأصحاح الأول، الأعداد [8-11-17-18]
«أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ» يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.” (رؤ 1: 8).
قَائِلًا: «أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ. وَالَّذِي تَرَاهُ، اكْتُبْ فِي كِتَابٍ وَأَرْسِلْ إِلَى السَّبْعِ الْكَنَائِسِ الَّتِي فِي أَسِيَّا: إِلَى أَفَسُسَ، وَإِلَى سِمِيرْنَا، وَإِلَى بَرْغَامُسَ، وَإِلَى ثِيَاتِيرَا، وَإِلَى سَارْدِسَ، وَإِلَى فِيلاَدَلْفِيَا، وَإِلَى لاَوُدِكِيَّةَ».” (رؤ 1: 11).

فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلًا لِي: «لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ،” (رؤ 1: 17).

“وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ.” (رؤ 1: 18).

السؤال: هل الأول والآخر الموجودة في هذه الأعداد هل هي فعلا دليل على ألوهية المسيح؟ وهل هو فعلا الأول والآخر؟
و هل تلك الأعداد الموجودة في سفر الرؤيا والتي نصها أنا هو الأول والآخر دليلا على إلوهية المسيح؟ هل يصلح أن يتم استخدام هذه النصوص للدلالة على ألوهية المسيح؟ ولأن منهجي هو الاستدلال بنصوص من داخل الكتاب المقدس وبغض النظر عن مدى موثوقية السفر حيث أن هذا السفر في الأصل هو سفر مرفوض وحيث أن من كتب هذا السفر غير معروف ولأنه يعتبر شخص مشكوك في أمره حتى أن كنيسة اللاذقية والتي هي( لاَوُدِكِيَّةَ) إحدى الكنائس السبع المذكورة فى الشفر كانت من ضمن الكنائس اللي رفضت هذا السفر ولكن لن نتطرق إلى هذه النقطة حيث أنها من الأمور المعروفة والتي يمكن للجميع الرجوع إليها ولكن دعونا نركز على النصوص الواردة في الكتاب المقدس نفسه ونستعرض تلك النصوص.
النص الأول والمذكور في سفر الرؤيا«أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ» يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.” (رؤ 1: 8).
وعندما نستعرض هذا النص من ترجمات مختلفة مثل العربية المبسطة ومثل ترجمة الحياة سنجد أنه في العربية المبسطة جملة (البداية والنهاية) في الأصل غير موجودة.
كما سنجدها في ترجمة الحياة موضوعة بين قوسين ويشير في تلك الترجمة إن تلك الجملة مضافة. وكذلك سنجدها محذوفة من ترجمة الأخبار السارة وفي الترجمة اليسوعية فإن تلك الجملة (البداية والنهاية) غير موجوده تماما.
وفي الترجمات الإنجليزية لن نجد تلك الجملة كما في ترجمة الASV والESV وال GNP والتي خلت كلها تماما من تلك الجملة. كما أن هناك الكثير من الترجمات التفسيرية الأخرى والتي خلت من تلك الجملة ولكن ذكرنا هنا أشهر تلك الترجمات. وهذا يدل على أن هذا العدد من سفر الرؤيا قد تم التلاعب به.
وبالرغم من هذا التلاعب الموجود والواضح سنجد أنه مذكور في العدد جملة (الذي يأتي القادر على كل شيء) فهل يسوع – والذي كما يقول النصارى إن هذا النص ينطبق عليه كان هو القادر على كل شيء؟
دعونا نرجع ليوحنا 5-30 سنرى يسوع ماذا عن نفسه. فيسوع يقول واصفا نفسه (أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئاً) وفي نفس الوقت دعونا نرى من هو القادر. فعندما نرجع للعهد القديم في سفر الخروج 6-3 الله يهوه كان يتحدث لموسى وقال له (وأنا ظهرت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب بأني الإله القادر على كل شيء وأما باسمي يهوه فلم أعرف عندهم) ولذلك فإن الله القادر على كل شيء هو الذي كان يتكلم مع موسى.
وأيضا تعالوا نرى في العهد القديم ونقرأ من سفر يوئيل 1-15 يذكر هذا النص (لأن يوم الرب قريب يأتي كخراب من القادر على كل شيء) إذا فمن هو القادر على كل شيء؟ هو الله الآب يهوه في العهد القديم وإله العهد القديم القادر على كل شيء هو الذي كان يتحدث هنا.
وأيضا تعالوا نرى في العهد الجديد فى رسالة يهوذا 1-24 والذي يذكر النص التالي (والقادر أن يحفظكم غير عاثرين ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج) يعني فمن هو القادر؟ هو الله الآب يهوه.
ولكي نحسم هذا الأمر، فدعونا نستكمل هذا النهج فسنرى في العدد 4 من نفس الإصحاح 1 من سفر الرؤية فسنجد أنه (من يوحنا إلى الكنائس السبع في أسيا لكم النعمة والسلام من الكائن والذي كان والذي سيأتي) ودعونا نركز في الجملة التالية (ومن الأرواح السبعة الماثلة أمام عرشه ومن يسوع المسيح) والتي تعني صراحة أن كل ما سبق لم يكن المقصود به أبدا يسوع تماما ثم يستكمل النص (الشاهد الأمين البكر من بين الأموات) وبما يعني صراحة أن الله (الكائن والذي كان والذي سيأتي) هو الآب.
وبالرجوع إلى نص سفر الرويأ 1-8 (أنا هو الألف والياء البداية والنهاية) – والذي أثبتنا سابقا أن هذه الجملة غير موجودة بباقي الترجمات – فيقول النص (الرب الكائن الذي كان والذي يأتي) هي نفس الجملة اللي ذكرها يوحنا في العدد 4 من نفس الإصحاح ومن نفس السفر عن الله الآب الكائن الذي سيأتي القادر على كل شيء هو الله الآب إذن العدد ده لا يخص يسوع من قريب ولا من بعيد ولا يثبت ألوهية يسوع أطلاقا.
وبالرجوع لنفس هذا العدد – كإضافة صغيرة بالرغم من أنني لا أحب الاستدلال من خارج الكتاب المقدس – سنجد إن كنيسة لاودكية والتي تم إرسال رسالة لها من ضمن الرسائل التي أرسلها يوحنا في سفر الرؤية فهي من الأصل كنيسة من ضمن تلك الكنائس التي رفضت سفر الرؤيا لوقت طويل جدا ولم يتم قبول هذا السفر إلا في القرن الثالث عشر وقد كان هذا السفر مرفوض تماما من جانبهم فهل يعقل إن يكون هذا السفر والذي أرسل إلى للكنيسة برسالة من ضمن الرسائل بينما تقوم الكنيسة برفضه؟ ودعونا نضع علامة استفهام عند تلك النقطة ونسأل عن إجابة هذا السؤال عند كنيسة لاودكية؟
وتعالوا نستعرض العدد التالي والذي يذكر (قائلا أنا هو الألف والياء الأول والآخر والذي تراه أكتب في كتاب وأرسل إلى السبع الكنائس التي في أسيا) وباستعراض الترجمات المختلفة لهذا العدد مثل ترجمة الحياة وترجمة الأخبار السارة وترجمة اليسوعية ترجمة الASV والESV وال GNP وعيرها الكثير من الترجمات الأخرى فسنجد أن هذا العدد غير موجود إطلاقا والذي يقول (أنا هو الأول الألف والياء الأول والآخر) وموجود فقط بتلك الترجمات فقط من بداية (أكتب في كتاب وارسل إلى السبع الكنائس) وبالتالي فإن بداية هذا العدد غير موجود فلا يجوز أصلا ان يتم الاستدلال بنص مضاف وغير موجود في كل الترجمات وموجود فقط في نسخة الفاندايك ونسخة كينج جيمس والتي في الأصل نسخة الفاندايك مترجمة منها.
وبالتالي فإنه بالنسبة لعدد 11 فلا يحتاج أصلا أن نتكلم عنه لأنه نص مضاف وغير موجود.
ودعونا نستعرض أخر عدد يحتج به على ألوهية المسيح وهو سفر الرؤية 17 و 18 من الإصحاح الأول (لا تخف أنا هو الأول والآخر والحي وكنت ميتا وها أنا حي إلى أبد الآبدين أمين ولي مفاتيح الموت والهاوية أو الهاوية والموت) فتعالوا نرى هنا من هو الذي قيل عنه (الحي).
ولكن دعونا أولا نرى من الذي قيل عنه (الأول والآخر) في العهد القديم. فنرى في سفر أشعياء 48-12 يقول النص (اسمع لي يا يعقوب وإسرائيل الذي دعوته أنا هو الأول وأنا الآخر ويدي أسست الأرض ويميني نشرت السماوات أنا أدعوهن فيقفن معا) فإذا الله الآب هو الأول والآخر.
وبالرجوع للنقطة السابقة فمن الذي قيل عنه (أنا هو الحي) فتعالوا نرى يشوع 13 عندما يكلم الشعب ويقول لهم (بهذا تعرفون عن يقين ان الله الحي موجود بينكم) إذا وكما يتضح بالنص فإن الله الآب هو من يقال عنه (الله الحي) في العهد القديم وطبعا هناك الكثير من النصوص ولكن نكتفي بالنصوص السابقة اختصارا للوقت.
وبالانتقال للنقطة التالية فنرى أنه يقول (ولي مفاتيح الموت والهاوية أو الهاوية والموت) فإننا نرى بسفر الرؤية 21 بالنص التالي (ورأيت ملاكا نازلا من السماء ومعه مفاتيح الهاوية) فإذا فإننا نرى هنا بهذا النص ملاكا نازلا من السماء ومعه مفاتيح الهاوية (وسلسلة عظيمة على يده فقبض على التنين الحية القديمة الذي هو ابليس والشيطان وقيده ألف سنة وطرحه في الهاوية وأغلق عليه وختم عليه). إذا فمن معه مفاتيح الموت والهاوية؟ وكما هو واضح من النص فإن مفتاح الهاوية إذن مع هذا الملاك – هذا على اعتبار ان هذا النص ده صحيح – إذن فإن فمفتاح الهاوية ليس مع يسوع إطلاقا حيث أنه موجود مع الملاك حسب نص هذا السفر نفسه.
وأيضا تعالوا نرى عدد 7 من اصحاح 20 والذي يقول (فحين تنقضي الالف سنة يطلق الشيطان من سجنه) إذا هنا نسأل من الذي أطلق الشيطان ومن الذي معه مفاتيح الهاوية والذي سيطلق الشيطان من سجنه؟ وأيضا دعونا نسأل لماذا سيطلق الشيطان من سجنه؟ (فيخرج ليضل الامم في زوايا الارض الأربعة) – ودعونا من مناقشة تعبير (زوايا الارض الأربعة) حيث لا مجال لمناقشتها حاليا – ولكن الشيطان سوف يخرج ليضل الأمم. إذن ما الذي سيحدث؟ سيطلق الشيطان. فمن الذي سيطلقه غير الذي معه مفاتيح الهاوية. إذن فهل يسوع والذي معه مفاتيح الهاوية سيقوم بإخراج الشيطان لكي يضل الأمم.
فهل الذي سيطلق الشيطان هو يسوع أو الملاك حسب عدد 1 والذي هو معه مفاتيح الهاوية؟ وبالتالي فإنه من الواضح أن النص السابق غير منطقي وغير مترتب وحتى الهدف من اخراج الشيطان بالسياق الخاص بالنص غير واضح وغير منطقي.
وأيضا تعالوا لنرى يسوع أنه دائما حين يتكلم فيقال أنه يتكلم هنا بلاهوته وهنا يتكلم بناسوته وهكذا لدرجة أصبحنا لا ندري كيف يتكلم؟ فحين يتكلم كإله فيقال أن يتكلم بلاهوته وحين يتكلم كإنسان فيقال أنه يتكلم بناسوته. إذا فالسؤال الذ يطرح نفسه هل هنا في هذا النص يسوع يتكلم باللاهوت أو يتكلم بالناسوت؟ لأن هذا النص محير تماما حيث أن يسوع في هذا النص يفترض أن يكون بعد حادثة الموت والصلب والقيامة والصعود المزعومين. ولذلك نجده يتكلم كمن له مجد وله سلطان. إذا فمن المفترض ألا يقول (كنت ميت) حيث أن هذا الجزء الوحيد في النص بالكامل الذي يتكلم بالناسوت ولو افترضنا أن النص هنا بتكلم عن لاهوت المسيح فدعونا نرى النص (لا تخف انا هو الاول والاخر والحي وكنت ميتا – أي ناسوت – وها انا حي الى الابد الابدين امين) فبتالي فإن النصارى يحاولون إثبات لاهوت المسيح بنص يتكلم فيه بناسوته بحسب ما يقول النصارى. وواضح أن سياق النص غير متناسق مع بعضه وبه تناقض منطقي صريح حيث أن باستعراض النص لا تعرف إن كان المسيح يتكلم باللاهوت أو بالناسوت؟ وهل الذي معه مفاتيح الموت والهاوية هو يسوع أو الملاك؟ وهل يسوع الذي سيطلق الشيطان بعد الف سنة لكي يضل الأمم أم الملاك؟ وهل الحي هو الله الاب طبقا لما نرى في العهد القديم أم يسوع؟ وهل يسوع هنا يتكلم باللاهوته أو بناسوته؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *